الفتنة في عهد الإمام علي رضي الله عنه 11
معركة صفين (37هـ) 1
تعد معركة صفين فصلا هاما من فصول الفتنة ، فها نحن نرى المسلمين وقد وقفوا متحاربين في معسكرين ، يقود أحدهم الإمام علي ، والآخر يأتمر بأمر معاوية رضي الله عن الجميع .
صورة مأساوية أخرى تضاف إلى تلك الصور التي يحملها ضميرنا بكل ألم ومرارة ، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانوا بالأمس القريب يدا واحدة على عدوهم ، نراهم في هذه المعركة وقد تربص كل معسكر بالمعسكر الآخر، الرماح موجهة لصدور إخوان الأمس ، والأيدي التي اعتادت أن ترمي العدو بالنبال هاهي توجه نصالها نحو نحورهم ونحور إخوانهم .
فشلت كل المشاورات ، وراحت جهود الوساطة بين الطرفين في محاولات الاصلاح وتوفيق ذات البين أدراج الرياح، وبدا إبليس اللعين مع بطانته منتشيا بلحظة انتصار نادرة ، وراح ينفث في نارالفرقة ليزيدها اشتعالا بعد أن نسج خيوط التمزق بحرفية يحسد عليها. فعثمان الذي استحق القتل أول الأمر أو أول المؤامرة ، يجب أن يكون في وسطها شهيدا ليؤخذ بثأره .
مفارقة مليئة بالألم ، ومسلسل استهداف الإسلام في أعز بنيه ـ وهم صحابة الرسول عليهم رضوان الله ـ وفي أعز ما يملك ـ وهو وحدة الكلمة ـ يمضي على قدم وساق بلا ملل ولا كلل .
قميص ملطخ بالدماء الطاهرة لذي النورين ، وأصابع زوجته الفاضلة الوفية يطيران وسط طوفان الغضب من المدينة إلى الشام ، ليستقر فوق خشبات المنبر بالمسجد الكبيربدمشق، ألا يصلحان وقودا للنار؟..والمسلمون الذين فجعوا في خليفتهم على يد الغوغاء كيف يمكنهم حمل شعلة الغضب وصب جامها فوق رؤوس القتلة ..؟!
أسئلة مشروعة ، وغضب له مبرره القوي ، ودعوى للقصاص لابد منها ، ولكن ...متى تطرح هذه الأسئلة ؟.. ولمن توجه..؟
وهذا الغضب العارم المبرر متى وكيف يمكن التنفيث عنه ..؟
ودعوى القصاص التي لامناص عنها من يطرحها ؟.. ومن يقوم بتنفيذها ..؟
أسئلة أخرى كانت في حاجة إلى الحكمة في طرحها ، وإلى الأناة في الرد عليها،ولكن هيهات هيهات ...
إن الفرق الكبير والجوهري بين موقعة الجمل وموقعة صفين
هو أن المتحاربين في موقعة الجمل كان كل معسكر حريص على أرواح المعسكر الآخر، ولذا بعد قليل من المشاورات واللقاءات تم الصلح ،
ولكن السبئية وأذنابهم فعلوا فعل إبليس كما أسلفنا فدارت دائرة الحرب ، وحتى أثناء الحرب كان لصوت الحكمة نصيب فتراجع طلحة والزبير ، لكن في صفين كان الوضع على النقيض من ذلك تماما .
ويرصد لتا الدكتور الصلابي الوضع بدقة فيقول :
تسلسل الأحداث التي قبل المعركة
خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بالدماء، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين دافعت عنه بيدها, وكانت نائلة بنت الفرافصة الكلبية زوج عثمان شامية فورد النعمان على معاوية بالشام، فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس، وعلق الأصابع في كم القميص يرفع تارة ويوضع تارة، والناس يتباكون حوله، وحث بعضهم بعضًا على الأخذ بثأره فهاجت النفوس والعواطف، واهتزت المشاعر ولا غرابة بعد هذا إطلاقًا أن نرى إصرار معاوية ومن معه من أهل الشام بالإصرار على المطالبة بدم عثمان، وتسليم القتلة للقصاص قبل البيعة
معركة صفين (37هـ) 1
تعد معركة صفين فصلا هاما من فصول الفتنة ، فها نحن نرى المسلمين وقد وقفوا متحاربين في معسكرين ، يقود أحدهم الإمام علي ، والآخر يأتمر بأمر معاوية رضي الله عن الجميع .
صورة مأساوية أخرى تضاف إلى تلك الصور التي يحملها ضميرنا بكل ألم ومرارة ، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانوا بالأمس القريب يدا واحدة على عدوهم ، نراهم في هذه المعركة وقد تربص كل معسكر بالمعسكر الآخر، الرماح موجهة لصدور إخوان الأمس ، والأيدي التي اعتادت أن ترمي العدو بالنبال هاهي توجه نصالها نحو نحورهم ونحور إخوانهم .
فشلت كل المشاورات ، وراحت جهود الوساطة بين الطرفين في محاولات الاصلاح وتوفيق ذات البين أدراج الرياح، وبدا إبليس اللعين مع بطانته منتشيا بلحظة انتصار نادرة ، وراح ينفث في نارالفرقة ليزيدها اشتعالا بعد أن نسج خيوط التمزق بحرفية يحسد عليها. فعثمان الذي استحق القتل أول الأمر أو أول المؤامرة ، يجب أن يكون في وسطها شهيدا ليؤخذ بثأره .
مفارقة مليئة بالألم ، ومسلسل استهداف الإسلام في أعز بنيه ـ وهم صحابة الرسول عليهم رضوان الله ـ وفي أعز ما يملك ـ وهو وحدة الكلمة ـ يمضي على قدم وساق بلا ملل ولا كلل .
قميص ملطخ بالدماء الطاهرة لذي النورين ، وأصابع زوجته الفاضلة الوفية يطيران وسط طوفان الغضب من المدينة إلى الشام ، ليستقر فوق خشبات المنبر بالمسجد الكبيربدمشق، ألا يصلحان وقودا للنار؟..والمسلمون الذين فجعوا في خليفتهم على يد الغوغاء كيف يمكنهم حمل شعلة الغضب وصب جامها فوق رؤوس القتلة ..؟!
أسئلة مشروعة ، وغضب له مبرره القوي ، ودعوى للقصاص لابد منها ، ولكن ...متى تطرح هذه الأسئلة ؟.. ولمن توجه..؟
وهذا الغضب العارم المبرر متى وكيف يمكن التنفيث عنه ..؟
ودعوى القصاص التي لامناص عنها من يطرحها ؟.. ومن يقوم بتنفيذها ..؟
أسئلة أخرى كانت في حاجة إلى الحكمة في طرحها ، وإلى الأناة في الرد عليها،ولكن هيهات هيهات ...
إن الفرق الكبير والجوهري بين موقعة الجمل وموقعة صفين
هو أن المتحاربين في موقعة الجمل كان كل معسكر حريص على أرواح المعسكر الآخر، ولذا بعد قليل من المشاورات واللقاءات تم الصلح ،
ولكن السبئية وأذنابهم فعلوا فعل إبليس كما أسلفنا فدارت دائرة الحرب ، وحتى أثناء الحرب كان لصوت الحكمة نصيب فتراجع طلحة والزبير ، لكن في صفين كان الوضع على النقيض من ذلك تماما .
ويرصد لتا الدكتور الصلابي الوضع بدقة فيقول :
تسلسل الأحداث التي قبل المعركة
خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بالدماء، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين دافعت عنه بيدها, وكانت نائلة بنت الفرافصة الكلبية زوج عثمان شامية فورد النعمان على معاوية بالشام، فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس، وعلق الأصابع في كم القميص يرفع تارة ويوضع تارة، والناس يتباكون حوله، وحث بعضهم بعضًا على الأخذ بثأره فهاجت النفوس والعواطف، واهتزت المشاعر ولا غرابة بعد هذا إطلاقًا أن نرى إصرار معاوية ومن معه من أهل الشام بالإصرار على المطالبة بدم عثمان، وتسليم القتلة للقصاص قبل البيعة